21 ديسمبر، 2009

كلام ...


الكتابة هي إني أعَبَّر عن اللي جوايا

واللي جوايا كتير

حاجات تتقال في الهوا كده
وحاجات كتير تفضل في بير

والناس تحب تقول وتعيد
من غير اعتبار
من غير فهم
من غير تفكير

ماهو كله كلام
الناس فاكراه في الهوا بيطير

والفرق بينا بيبقى باين
في كلامنا
هل هو فارغ..؟
عابر..؟
بدون تأثير ؟
واللا كلامي بيدخل جواك
ويسيب أثر
يعمل تغيير ؟؟

يارب ياخالق الكلام واللغة
وواضع أصول التفاسير
خلي كلامي يدوم ويبقى
وان رحت أنا
يفضل تأثير
تأثير يبدّل سكك
ويقلب موازين غلط
يعمل تغيير

هاني فخري
٢١ ديسمبر ٢٠٠٩





- Posted using BlogPress from my iPhone

20 ديسمبر، 2009

بالألوان الطبيعية - بقلم المبدع محمد صالح


تريلر فيلم بالألوان الطبيعية فتح عينيه على حاجات كتير ما كنتش فاهمها، لأن طول عمري باحب أبويه -الله يرحمه- خريج الفنون الجميلة، وواثق ومتأكد إن الكلية اللي هوه اتخرّج منها كلية محترمة، وإن الفن حاجة محترمة ومافيش أي تعارض ما بين الفن ودخول الجنة مثلاً، وعمري ما فكرت إن فيه حاجة في الدنيا ممكن تقنعني إن الجمال حرام، أو الإبداع حرام...أو إن الفنان داخل النار، إذا كان ربنا هوه اللي خلقنا وحط فينا من روحه، فالجزء المبدع مننا هوه الجزء المتواصل مع المطلق، مع ربنا...وهوه ده الجزء اللي بيفضل بعد لما بنموت، يعني هوه ده الجزء اللي بيعبر الزمن بعد ما الجسم (النسبي) بيرحل عن هذا العالم..وهوه ده الجزء اللي بينقل الطاقة الروحانية من إنسان لإنسان، ومن ذكر لأنثى ومن شعب للتاني.


يعني أنا لما باسمع موتسارت، أنا باسمع الجزء الروحاني في موتسارت، موتسارت مات والجزء اللي فاضل منه هوه الجزء الروحاني، الجزء المطلق، الجزء الرباني...أنا باسمع إزاي ربنا قادر يخلق في داخل روحنا ومن خلال حواسنا ومداركنا كل هذا الجمال، أنا باسمع موتسارت وأفكر في قدرة الإنسان (اللي جواه جزء رباني، ربنا أودعه فيه ساعة ما اتولد) على التأثير بهذا القدر من الشفافية والحساسية والجمال على أخيه الإنسان مش بس في مكان آخر من العالم، لأ ده في عصر تاني، وفي ظروف تانية...الحركة عبر الزمن والجعرافيا دي مش حركة إنسانية...الإنسان نسبي، بيموت ويعفن في التربة...ولما بيعرف ينتقل من مكان لمكان بيضطر يركب طيارات ومراكب وعربيات...ولسة لحد دلوقت ماعرفش ينتقل في الزمن...الحركة عبر الزمن والجغرافيا دي حركة روحانية ربانية...الفن هوه الوسيط اللي بيقدر يعمل كده بسهولة ويسر ومن غير طيارات ولا أجهزة، لأن الفن روحاني، رباني، جميل والجمال أحد صفات ربنا.


يعني ماتجيش وتقنعني بعد كده، إن لوحة داناي العريانة بتاعة ريمبراندت حرام، لأن الفكرة مش عريانة ولا لابسة...الفكرة هيه بتنقل فكرة شكلها إيه...أكيد طبعاً وهوه بيرسم داناي وجايب الموديل عريانة قدمه ما كانش في دماغه حاجة بطالة، يعني مش جايب الولية ودافع لها فلوس ومتسمرة قدامه علشان يتفرج على جسمها الجميل...وقاعد وحارق ف دمه وألوان ورسم ووجع قلب..الفكرة حاجة تانية، وأنا لما باتفرج على داناي ما بافكرش ف حجم صدرها أو رجليها الجميلة أنا بافكر في الأسطورة اللي وراها والمغزى اللي في الحكاية وقدرة الفنان على التعبير عن هذا المغزى...وإذا كان حد بيفكر في الوضع (الجنسي المغري) اللي نايمة بيه، فدي مشكلة تربية وأخلاق وتعليم...ماحدش علمنا إزاي نتعرف على الجمال في أماكنه السليمة، ولما يتدحدر بينا الحال ونوصل لدرجة أن احنا نعيش في السرداب بتاع الفن حرام والجسد العاري حرام والرقص حرام وكل البوليكة دي، فده في واقع الأمر قلة تعليم، وقلة تربية وقلة أخلاق...زمان كانت حصة الرسم جميلة وحصة الموسيقى جميلة وحصة الألعاب جميلة...مش حصص فاضية لأ، ولا مواد إضافية...دي مواد أساسية جداً..


الموسيقى مهمة جداً والرسم مهم للغاية الرياضة أهم وأهم. لما الولاد الصغيرة تتعلم الفن، مش هنلاقي عندنا ناس بعد كده تيجي تقنعنا إن الرسم حرام، والموسيقى حرام والرقص حرام. وبعدين يا سيدي اللي شايف إن احنا داخلين النار وفسقة فده اختيارنا واحنا مسئولين عنه ومش عاوزين وجع دماغ.


أحد أهم البيانيستات في الاتحاد السوفييتي ماريا يودينا، كانت شديدة التدين أثناء الحقبة الستالينية وكان ليها جملة جميلة ترددها دائماً:


"إنني أعرف طريقاً واحداً إلى الله: الفن"

16 ديسمبر، 2009


لم يكن يسوع وديعاً
شعر منثور
جبران خليل جبران



يقولون إنه كان رجلاً باراً عادلاً ، ولكنه كان ضعيفاً ،

وإنه كثيراً ما كان يتحير ويذهل أمام الأقوياء والأشداء

وإنه عندما كان يقف أمام ذوي السلطان لم يكن سوى حمل أمام سباع

أما أنا فأقول : إن يسوع كان له سلطان فوق جميع الناس ،

إنه عرف قوته وأعلنها بين تلال الجليل ، وفي مدن اليهودية وفينيقية .

فأي رجل ضعيف مستسلم يقول : أنا الحياة ، وأنا الطريق ،

وأي رجل وديع وحقير يجرؤ أن يقول : أنا في الله أبينا وإلهنا الآب في ؟

وأي رجل لا يعرف قوته يقول : إن من لا يؤمن بهذه الحياة ولا بالحياة الأبدية ؟

وأي رجل لا يثق بالغد ويقدر أن يصرح بمثل هذا الإعلان :

إن عالمكم سيزول ويتحول إلى رماد تذريه الريح قبل أن تزول كلمة من كلماتي ؟

أم هل شك في قوته عندما قال للذين حملوا الزانية إليه ليجربوه : من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ؟

وهل خاف ذوي السلطان عندما طرد الصيارفة من ساحة الهيكل مع أنهم كانوا من الكهنة

وهل كان مقصوص الجناحين عندما صرخ قائلا : إن مملكتي فوق ممالككم الأرضية ؟

أم هل كان يخبئ بالألفاظ عندما قال المرة بعد المرة : انقضوا هذا الهيكل وأنا أعيد بناءه بثلاثة أيام ؟

وهل يستطيع الجبان أن يهز يمينه في وجه ذوي السلطان فيدعوهم : كذبة أدنياء وقذرين منجسين ؟

إن رجلا كانت له الجرأة على القول مثل هذا لأسياد اليهودية لا يمكن أن يكون وديعاً

إلا أن النسر لا يبني عشه في الصفصاف الباكي ، والسبع لا يفتش عن عرينه بين الأدغال

قد سئمت والتهبت أحشائي من قول ضعفاء القلوب إن يسوع كان وضيعاً وديعاً ليبرروا ضعتهم وصغارة قلوبهم،

وخصوصاً عندما أسمع المدوسين بالأقدام ينشدون تعزيتهم بوضع المعلم في صفوفهم

نعم ، قد ضجر قلبي من أمثال هؤلاء ، فأنا أبشر بصياد قدير وروح جبلية لا تعرف الغلبة

06 ديسمبر، 2009

الأرض الشاعرة - شعر لنزار قباني


نزلت إلى حديقتنا
أزور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلا
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراكع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع
أحتى الأرض ياربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع .. بارع
أحتى الأرض ياربي ؟
لها يوم تحب به
تبوح به .. تضم حبيبها الراجع
رفوف العشب من حولي
لها سبب لها دافع
فليس الزنبق الفارع
وليس الحقل .. ليس النحل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذي الأرض
غير حديثها الرائع
أحس بداخلي بعثا
يمزق قشرتي عني
ويسقي جذري الجائع
ويدفعني لأن أعدو
مع الأطفال في الشارع
أريد .. أريد أن أعطي
كأية زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كأية نحلة في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد .. أريد أن أحيا
بكل خلية مني
مفاتن هذه الدنيا
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد .. أريد أن أحيا
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع


نزار قباني