03 أغسطس، 2019

الأعماق المهجورة ..



كنت طول الوقت اللي فات -من ساعة ما الكل انفضّ عني- باشحت (حرفيا) قُرب أي حد "كان" قريب لي (ودول قليلين جدًا)
عشان -وجدانياً- ده شيء بيريّح
وبيجيب م الآخر ف التواصل،
مع حد فاهم الواحد ودخل لأعماقه. 

بس الظاهر ان ما فيش حد من دول عاوز يعرفني خلاص،
ولو حتى بشكل سطحي. 

انا عايش؟ أيوة
بس الحقيقة الواقعية إني مُتّ بالنسبة لناس كتير من اللي لسه مكانهم ف القلب ما اتغيّرش 
ودي حاجة معوّراني تعاوير بتنزف طووول الوقت.

وانا باقول كده وانا حاطط نفسي مكان كل واحد
ومقدّر ومتخيّل المفرمة اللي ممكن يكونوا مروا أو عايشين فيها .. 
ورغم كده،
بالاقي نفسي حاسس إني ما استاهلش أتنسي كده أو أتساب بالشكل ده. 
ده انا حتى الرسايل المكتوبة باشحتها من كل واحد من دول.

المشكلة الحالية ان كل الموجود من ناس جميلة (او طفيلية) حواليّ 
ما دخلوش ولا عارفين يوصلوا للأعماق اللي وصل ليها اللي "كانوا" قريبين

وبصراحة الطريق للأعماق أصبح محفوف بحُفَر وبوَجَع جروح 
سابها ناس وصلوا للأعماق دي يومًا ما وبقت مكانهم وبيتهم،
 وسابوها ومشيوا  
مهما كانت أسبابهم جيدة كفاية من وجهة نظرهم

النتيجة ان الأعماق ليس لها طريق ممهد 
وغير مسموح بالاقتراب منها.. فاضية من الناس
وغير متاحة للمقتربين بلطف منها (ع آخر الزمن...)
وطاردة للطفيلين المريدين فيها مكانًا ليس لهم.

انا عارف اني إنسان ما كانش حاجة كويسة بالنسبة لناس كتير ..
بس كنت فاكر ان القريبين لي (اللي كانوا قريبين) ماشيين ورا ربنا 
اللي مش بيصاحب غير اللي "مش كويسين" أمثالي.

هو ربنا ده .. هو وبس 
اللي يقدر يلمس أعماقي المجروحة بسبب غباوتي
وبسببكم.
وهو اللي يقدر يملا فراغ مكانتكم
وأماكنكم المهجورة اللي عليها اسمائكم
و باختياركم بقت مجرد أسماء على جروح بتنزف
وهو بس اللي ها يشفيها ..

هاني فخري

من إحدى ليالي موجات الوحدة العابرة
اغسطس ٢٠١٩